والعجب أنّ الفضل بن روزبهان الأشعري حاول الإجابة عن هذا الدليل بقوله :
عدم إظهار المعجزة على يد الكذّابين ليس لكونه قبيحاً عقلاً بل لعدم جريان عادة الله الجاري مجرى المحال العادي بذلك (١).
فعند ذلك لا ينسدّ باب معرفة النبوة لأنّ العلم العادي حاكم باستحالة هذا الإظهار.
يلاحظ عليه : أنّه من أين وقف على تلك العادة وأنّ الله لا يجرى الإعجاز على يد الكاذب؟ ولو كان التصديق متوقّفاً على إحرازها لزم أن يكون المكذّبون بنبوّة نوح أو من قبله ومن بعده معذورين في إنكارهم لنبوّة الأنبياء ، إذ لم تثبت عندهم تلك العادة ، لأنّ العلم بها إنّما يحصل من تكرّر رؤية المعجزة على يد الصادقين دون الكاذبين.
ب. أدلّة النافين
الدليل الأوّل : قالوا : لو كان العلم بحسن الإحسان وقبح العدوان ضرورياً لما وقع التفاوت بينه وبين العلم بأنّ الواحد نصف الاثنين ، لكنّ التالي باطل بالوجدان.
ويلاحظ عليه اوّلاً : أنّه يجوز التفاوت في الادراكات البديهية ،
__________________
(١) دلائل الصدق : ١ / ٣٦٩ ، ثمّ إنّ هناك أدلّة أخرى لإثبات عقلية الحسن والقبح طوينا الكلام عنها لرعاية الاختصار ، للطالب أن يراجع الإلهيات : ١ / ٢٤٦.