وقال : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ). (١)
وقال : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ). (٢)
وقال : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). (٣)
ربّما يتوهّم اتّفاق رأي الحكماء مع الأشاعرة في نفي الغاية والغرض عن أفعاله تعالى ، ولكنّه خطأ محض ، قال صدر المتألهين :
إنّ الحكماء ما نفوا الغاية والغرض عن شيء من أفعاله مطلقاً ، بل إنّما نفوا في فعله المطلق (٤) وفي فعله الأوّل غرضاً زائداً على ذاته تعالى ، وأمّا ثواني الأفعال والأفعال المخصوصة والمقيّدة فأثبتوا لكلّ منها غاية مخصوصة كيف وكتبهم مشحونة بالبحث عن غايات الموجودات ومنافعها .... (٥)
__________________
(١) الدخان : ٣٨.
(٢) ص : ٣٧.
(٣) الذاريات : ٥٦.
(٤) المراد من فعله المطلق العالم الإمكاني إذا لوحظ جملة واحدة ، والمراد من فعله الأوّل الصّادر الأول.
(٥) الأسفار : ٧ / ٨٤.