ليست الحياة الإنسانية حياة ماديّة فقط ، بل للإنسان حياة روحية معنوية ، ولا شكّ أنّ الفلاح والسّعادة في هذه الحياة ، هي الغاية القصوى من خلق الإنسان ، ومفتاح الوصول إلى تلك الغاية هو العبادة والخضوع لله سبحانه ، وعلى هذا الأساس فالحوادث الّتي توجب اختلالاً ما في بعض شئون الحياة الماديّة ربما تكون عاملاً أساسياً لاتّجاه الإنسان إلى الله سبحانه كما قال سبحانه :
(فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً). (١)
كما سيوافيك بيان ذلك.
القرآن الكريم يعدّ الإنسان مسئولاً عن كثير من الحوادث المؤلمة والوقائع الموجعة في عالم الكون ، قال سبحانه :
(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ). (٢)
وقال سبحانه :
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ). (٣)
__________________
(١) النساء : ١٩.
(٢) الروم : ٤١.
(٣) الأعراف : ٩٦.