وقال سبحانه :
(وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ). (١)
إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على أنّ لأعمال الإنسان دوراً واقعياً في البلايا والشرور الطبيعية والاجتماعية ، ولكنّ الإنسان إذا أصابته مصيبة وكارثة يعجل من فوره ، وبدل أن يرجع إلى نفسه ويتفحّص عن العوامل البشرية لتلك الحوادث ويقوم بإصلاح نفسه ، يعدّها مخالفة لحكمة الصانع أو عدله ورحمته.
إذا عرفت هذه الأُصول فلنرجع إلى تحليل فوائد المصائب والشرور ، فنقول :
إنّ البلايا والمصائب خير وسيلة لتفجير الطاقات وتقدّم العلوم ورقى الحياة البشرية ، فإنّ الإنسان إذا لم يواجه المشاكل في حياته لا تنفتح طاقاته ولا تنمو ، بل نموّها وخروجها من القوّة إلى الفعل رهن وقوع الإنسان في مهبّ المصائب والشدائد. وإلى هذه الحقيقة يشير قوله تعالى :
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ). (٢)
__________________
(١) الشورى : ٣٠.
(٢) الإنشراح : ٥ ـ ٨.