التكليف بما لا يطاق قبيح
إنّ التكليف بما هو خارج عن قدرة المكلّف ظلم ، وقبح الظلم من البديهيات الأوّلية عند العقل العملي ، فيستحيل على الحكيم أن يكلّف العبد بما لا قدرة له عليه ، من غير فرق بين كون نفس الفعل المكلّف به ممكناً بالذات ، ولكن كان خارجاً عن إطار قدرة المكلّف ، كالطيران إلى السّماء بلا وسيلة ، أو كان نفس الفعل بما هو هو محالاً ، كدخول الجسم الكبير في الجسم الصغير من دون أن يتوسّع الصغير أو يتصغّر الكبير ، هذا هو قضاء العقل في المسألة.
والآيات القرآنية أيضاً صريحة في أنّه سبحانه لا يكلّف الإنسان إلّا وسعه ، وقدر طاقته ولا يظلمه مطلقاً.
قال سبحانه : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها). (١)
وقال تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ). (٢)
__________________
(١) البقرة : ٢٨٦.
(٢) فصلت : ٤٦.