وعلى هذين الأمرين يجب البحث عن المنعم الّذي غمر الإنسان بالنعم وأفاضها عليه ، فالتعرّف عليه من خلال البحث إجابة لهتاف العقل ودعوته إلى شكر المنعم المتوقّف على معرفته (١).
__________________
(١) إنّ هاهنا داعياً آخر يدعو الإنسان إلى البحث عن وجود خالق العالم ، وهو أنّ الإنسان بفطرته يبحث عن علل الحوادث ، فما من حادثة إلّا وهو يفحص عن علّتها ويشتاق إلى الوقوف عليها ، عندئذ ينقدح في ذهنه السؤال عن علّة العالم ومجموع الحوادث ، هل هناك علّة موجدة للعالم الكوني وراء العلل والأسباب الماديّة أو لا؟ فالبحث عن وجود صانع العالم فطري للإنسان. راجع : أُصول الفلسفة للعلّامة الطباطبائي ، المقالة ١٤.