وجوب اللطف عند المتكلّمين
ممّا يترتب على حكمته تعالى وجوب اللّطف عليه سبحانه. واللّطف عند المتكلّمين عبارة عمّا يقرّب المكلّف إلى الطاعة ، ويبعّده عن المعصية ، ثمّ إن اتّصل اللطف بوقوع التكليف يسمّى لطفاً محصِّلاً ، وإلّا يسمّى لطفاً مقرِّباً ، قال السيّد المرتضى :
إنّ اللطف ما دعا إلى فعل الطاعة ، وينقسم إلى ما يختار المكلّف عنده فعل الطاعة ولولاه لم يختره ، وإلى ما يكون أقرب إلى اختيارها ، وكلا القسمين يشمله كونه داعياً. (١)
استدلّوا على وجوب اللطف عليه سبحانه بأنّ ترك اللطف يناقض غرضه تعالى من خلقه العباد وتكليفهم ، وهو قبيح لا يصدر من الحكيم ، قال المحقّق البحراني :
__________________
(١) الذخيرة في علم الكلام : ١٨٦.