من مكلّف إلّا وفي مقدور الله تعالى من الألطاف ما لو فعله به لاختار عنده الواجب واجتنب القبيح وذلك لأنّ قدرة الله تعالى وإن كانت مطلقة في نفسها ، لكن إعمالها مقيّدة بما لا ينافي مقتضى حكمته تعالى من كون الإنسان مختاراً ومكلّفاً. (١)
اللّطف إمّا من فعل الله تعالى ، ويجب في حكمته فعله كالبعثة ، وإلّا عدّ تركه نقضاً لغرضه كما مرّ ، أو من فعل المكلّف ، وحينئذٍ فإمّا أن يكون لطفاً في تكليف نفسه ، ويجب في حكمته تعالى أن يعرِّفه إيّاه ويوجبه عليه ، وذلك كمتابعة الرسل والاقتداء بهم ، أو في تكليف غيره ، وذلك كتبليغ الرسول الوحي ، ويجب أن يشتمل على مصلحة تعود إلى فاعله ، إذ إيجابه عليه لمصلحة غيره مع خلوِّه عن مصلحة تعود إليه ظلم وهو عليه تعالى محال. (٢)
__________________
(١) لاحظ : شرح الأُصول الخمسة ، ص ٥٢٣.
(٢) قواعد المرام : ١١٨ ؛ إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٧٨.