الإطلاق ثانياً ، وأنّ لقدرة العباد تأثيراً في أفعالهم ، وأنّ قدرتهم تنتهي إلى قدرته سبحانه ثالثاً.(١)
الثاني : الشيخ عبد الوهّاب الشعراني ، وهو من أقطاب الحديث والكلام في القرن العاشر ، فقد وافق إمام الحرمين في هذا المجال وقال :
من زعم أنّه لا عمل للعبد فقد عاند ، فإنّ القدرة الحادثة ، إذا لم يكن لها أثر فوجودها وعدمها سواء ، ومن زعم أنّه مستبد بالعمل
فقد أشرك ، فلا بدّ أنّه مضطرّ على الاختيار. (٢)
الثالث : الشيخ محمد عبده ، فقال في كلام طويل :
منهم القائل بسلطة العبد على جميع أفعاله واستقلاله المطلق (يريد المعتزلة) وهو غرور ظاهر ومنهم من قال بالجبر وصرَّح به (يريد الجبرية الخالصة) ومنهم من قال به وتبرّأ من اسمه (يريد الأشاعرة) وهو هدم للشريعة ومحو للتكاليف ، وإبطال لحكم العقل البديهي ، وهو عماد الايمان.
ودعوى أن الاعتقاد بكسب العبد (٣) لأفعاله يؤدّي إلى الإشراك بالله ـ وهو الظلم العظيم ـ دعوى من لم يلتفت إلى معنى
__________________
(١) لاحظ : نص كلامه في الملل والنحل : ١ / ٩٨ ـ ٩٩ وهو بشكل أدق خيرة الحكماء والإمامية جمعاء.
(٢) اليواقيت والجواهر في بيان عقيدة الأكابر : ١٣٩ ـ ١٤١.
(٣) يريد من الكسب ، الإيجاد والخلق لا الكسب المصطلح عند الأشاعرة ، كما هو واضح لمن لاحظ كلامه.