قدرته ، وثانيهما نسبته إلى الله تعالى باعتبار أنّه معطي الحياة والقدرة في كلّ آنٍ وبصورة مستمرّة حتى في آن اشتغاله بالعمل (١).
إذا كان معنى الأمر بين الأمرين هو وجود النسبتين والإسنادين في فعل العبد ، نسبة إلى الله سبحانه ، ونسبة إلى العبد ، من دون أن تزاحم إحداهما الأخرى ، فإنّا نجد هاتين النسبتين في آيات من الذكر الحكيم :
١. قوله سبحانه : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى). (٢)
فترى أنّ القرآن الكريم ينسب الرمي إلى النبيّ ، وفي الوقت نفسه يسلبه عنه وينسبه إلى الله.
٢. قال سبحانه : (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ). (٣)
فإنّ الظاهر أنّ المراد من التعذيب هو القتل ، لأنّ التعذيب الصادر من الله تعالى بأيد من المؤمنين ليس إلّا ذاك ، لا العذاب البرزخي ولا الأُخروي ،
__________________
(١) هذا المثال ذكره المحقق الخوئي قدسسره في تعاليقه القيمة على أجود التقريرات ، ومحاضراته الملقاة على تلاميذه. لاحظ : أجود التقريرات : ١ / ٩٠ والمحاضرات : ٢ / ٨٧ ـ ٨٨. وهناك أمثلة أخرى لتقريب نظرية الأمر بين الأمرين ، لاحظ : تفسير الميزان : ١ / ١٠٠. والاسفار : ٦ / ٣٧٧ ـ ٣٨٨.
(٢) الأنفال : ١٧.
(٣) التوبة : ١٤.