له أمير المؤمنين عليهالسلام : قل يا عباية ، قال : وما أقول؟ قال عليهالسلام : ... تقول إنّك تملكها بالله الّذي يملّكها من دونك ، فإن يملّكها إيّاك كان ذلك من عطائه ، وإن يسلبكها كان ذلك من بلائه ، هو المالك لما ملّكك ، والقادر على ما عليه أقدرك». (١)
ممّن اعترف بالأمر بين الأمرين شيخ الأزهر في وقته ، محمّد عبده في رسالته حول التوحيد ، قال :
جاءت الشريعة بتقرير أمرين عظيمين ، هما ركنا السعادة وقوام الأعمال البشرية ، الأوّل : أنّ العبد يكسب بإرادته وقدرته ما هو وسيلة لسعادته ، والثاني : أنّ قدرة الله هي مرجع لجميع الكائنات وأن من آثارها ما يحول بين العبد وإنفاذ ما يريده .... وقد كلّفه سبحانه أن يرفع همّته إلى استمداد العون منه وحده بعد أن يكون قد أفرغ ما عنده من الجهد في تصحيح الفكر وإجادة العمل ، وهذا الّذي قرّرناه قد اهتدى إليه سلف الأُمّة ، وعوّل عليه من متأخّري أهل النظر إمام الحرمين الجويني رحمهالله ، وإن أنكر عليه بعض من لم يفهمه.(٢)
__________________
(١) بحار الأنوار : ٥ / ٧٥ ، الباب الثاني ، الحديث ١.
(٢) رسالة التوحيد : ٥٧ ـ ٦٢ بتلخيص.