شبهات وردود
إلى هنا فرغنا عن دراسة المذاهب والآراء في مسألة الجبر والاختيار ، ثمّ إنّ هاهنا شبهات وشكوكاً يجب علينا دراستها والإجابة عنها :
قالوا : «إنّ ما علم الله عدمه من أفعال العبد فهو ممتنع الصدور عن العبد وإلّا جاز انقلاب العلم جهلاً ، وما علم الله وجوده من أفعاله فهو واجب الصدور عن العبد ، وإلا جاز ذلك الانقلاب وهو محال في حقّه سبحانه ، وذلك يبطل اختيار العبد ، إذ لا قدرة على الواجب والممتنع ، ويبطل أيضاً التكليف لابتنائه على القدرة والاختيار ، فما لزم القائلين بمسألة خلق الاعمال فقد لزم غيرهم لأجل اعتقادهم بعلمه الأزلي المتعلّق بالأشياء»(١).
والجواب عنه : أنّ علمه الأزلي لم يتعلّق بصدور كلّ فعل عن فاعله على وجه الإطلاق ، بل تعلّق علمه بصدوره عنه حسب الخصوصيات
__________________
(١) شرح المواقف : ٨ / ١٥٥ بتلخيص منّا.