أشار إليها الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في كلامه حينما سأله الشامي عن معنى القضاء والقدر فقال : «الأمر بالطاعة والنهي عن المعصية ، والتمكين من فعل الحسنة وترك السيئة ، والمعونة على القربة إليه والخذلان لمن عصاه ، والوعد والوعيد» إلى آخر كلامه الشريف. (١)
التقدير العلمي عبارة عن تحديد كلّ شيء بخصوصياته في علمه الأزلي سبحانه ، قبل إيجاده ، فهو تعالى يعلم حدّ كلّ شيء ومقداره وخصوصياته الجسمانية وغير الجسمانية. والمراد من القضاء العلمي هو علمه تعالى بضرورة وجود الأشياء وإبرامها عند تحقق جميع ما يتوقّف عليه وجودها من الأسباب والشرائط ورفع الموانع.
فعلمه السابق بحدود الأشياء وضرورة وجودها ، تقدير وقضاء علميّان ، وقد أُشير إلى هذا القسم ، في آيات الكتاب المجيد : قال سبحانه :
(وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً) (٢)
وقال أيضاً :
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (٣).
__________________
(١) التوحيد للصدوق : ٣٨٠ ؛ بحار الأنوار : ٥ / ١٢٨ ، باب القضاء والقدر ، الحديث ٧٤.
(٢) آل عمران : ١٤٥.
(٣) التوبة : ٥١.