(إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ). (١)
(نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) (٢).
(فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ). (٣)
إلى غير ذلك من الآيات والموارد.
وبذلك تقف على أنّ ما ذكره الأشعري في «مقالات الاسلاميّين» ، والبلغمي في تفسيره ، والرازي في المحصَّل ، وغيرهم حول البداء ، لا صلة له بعقيدة الشيعة فيه ، فإنّهم فسّروا البداء لله بظهور ما خفي عليه ، والشيعة برآء منه ، بل البداء عندهم كما عرفت تغيير التقدير المشترط من الله تعالى ، بالفعل الصالح والطالح ، فلو كان هناك ظهور بعد الخفاء فهو بالنسبة إلينا لا بالنسبة إلى الله تعالى ، بل هو بالنسبة إليه إبداء ما خفي وإظهاره ، ولو أطلق عليه البداء من باب التوسع.
إنّ المعروف من عقيدة اليهود أنّهم يمنعون النسخ سواء كان في التشريع والتكوين ، أمّا النسخ في التشريع فقد استدلّوا على امتناعه بوجوه مذكورة في كتب أصول الفقه مع الجواب عنها ، وأما النسخ في التكوين وهو تمكّن الإنسان من تغيير مصيره بما يكتسبه من الأعمال بإرادته واختياره ، فقد استدلوا على امتناعه بأنّ قلم التقدير والقضاء إذا جرى على الأشياء في
__________________
(١) النساء : ١٤٢.
(٢) التوبة : ٦٧.
(٣) الزخرف : ٥٥.