٣. وفي حديث قال الرضا عليهالسلام لسليمان المروزي : «يا سليمان إنّ من الأُمور أموراً موقوفة عند الله تبارك وتعالى يقدِّم منها ما يشاء ويؤخِّر ما يشاء». (١)
ثمّ إنّ القرآن الكريم ذكر الأجل بوجهين : على وجه الإطلاق ، وبوصف كونه مسمّى فقال :
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) (٢).
فجعل للإنسان أجلين : مطلقاً ومسمّى.
والمقصود من الأجل المسمّى هو التقدير المحتوم ، ومن الأجل المطلق التقدير الموقوف ، قال العلّامة الطباطبائي :
إنّ الأجل أجلان : الأجل على إبهامه ، والأجل المسمّى عند الله تعالى ، وهذا هو الّذي لا يقع فيه تغيير لمكان تقييده بقوله (عنده) وقد قال تعالى : (وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ)(٣).
وهو الأجل المحتوم الّذي لا يتغيّر ولا يتبدّل ، قال تعالى : (إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (٤) فنسبة الأجل المسمّى إلى الأجل غير المسمّى ، نسبة المطلق المنجّز
__________________
(١) نفس المصدر : ٩٥ ، الحديث ٢.
(٢) الأنعام : ٢.
(٣) النحل : ٩٦.
(٤) يونس : ٤٩.