أدلّة لزوم البعثة :
لا يشكّ أحد من الفلاسفة والباحثين في الحياة الإنسانية ، في أنّ للإنسان ميلاً إلى الاجتماع والتمدّن ، كما أنّ حاجة المجتمع إلى القانون ممّا لا يرتاب فيه ، وذلك لأنّ الإنسان مجبول على حبِّ الذات ، وهذا يجرّه إلى تخصيص كلّ شيء بنفسه من دون أن يراعي لغيره حقّاً ، ويؤدّي ذلك إلى التنافس والتشاجر بين أبناء المجتمع وبالتالي إلى عقم الحياة وتلاشي أركان المجتمع ، فلا يقوم للحياة الاجتماعية أساس إلّا بوضع قانون جامع يقوم بتحديد وظائف كلّ فرد وحقوقه ، فيمكن لكلّ فرد أن يعيش في ظلّ العدالة الاجتماعية ويسلك سبيل الفلاح والنجاح.
لا ريب في أنّ جعل قانون جامع بالوصف المذكور يحتاج إلى توفّر شروط أهمّها شرطان تاليان :
الأوّل : معرفة المقنِّن بالإنسان ؛ إنّ أوّل وأهمّ خطوة في وضع القانون ،