فبهذه الضوابط يتمكّن الإنسان من تمييز المعجزة عن غيرها من الخوارق والنبيّ عن المرتاض والسّاحر.
إنّ المعجزات لا تعدّ نقضاً لقانون العلّية العام ، فإنّ المنفي في مورد المعجزة هو العلل المادّية المتعارفة الّتي وقف عليها العالم الطبيعي واعتاد الإنسان على مشاهدته في حياته ولكن لا يمتنع أن يكون للمعجزة علّة أُخرى لم يشاهدها النّاس من قبل ولم يعرفها العلم ولم تقف عليها التجربة.
كما أنّها لا تضعضع برهان النظم الّذي يستدل به على وجود الصانع ، وذلك لأنّ الإعجاز ليس خرقاً لجميع النظم السائدة على العالم ، وإنّما هو خرق في جزء من أجزائه غير المتناهية الخاضعة للنظام والدالّة ببرهان النظم على وجود الصانع.
* * *