المختلفة والعناصر المتنافرة في الخواصّ والأنظمة.
ولنأت بمثال لما ذكرناه ، وهو مثال واحد من آلاف الأمثلة في هذا الكون ، هب أنّ خاصيّة الخليّة البشريّة عند ما تستقرّ في رحم المرأة ، هي أن تتحرّك نحو الهيئة الجنينية ، ثمّ تصير إنساناً ذا أجهزة منظّمة ، ولكن هناك في الكون في مجال الإنسان تحسُّباً للمستقبل وتهيُّؤاً لحاجاته القادمة لا يمكن أن يستند إلى خاصيّة المادّة ، وهو أنّه قبل أن تتواجد الخليّة البشريّة في رحم الأُمّ وجدت المرأة ذات تركيبة وأجهزة خاصّة تناسب حياة الطفل ثمّ تحدث للأُمّ تطوّرات في أجهزتها البدنية والروحيّة مناسبة لحياة الطفل وتطوّراته.
هل يمكن أن نعتبر كلّ هذا التحسّب من خواصّ الخليّة البشريّة ، وما علاقة هذا بذاك؟
١. من أين نثبت أنّ النظام الموجود فعلاً هو النظام الأكمل ، لأنّا لم نلاحظ مشابهه حتى نقيس به؟
٢. من يدري لعلّ خالق الكون جرّب صنع الكون مراراً حتى اهتدى إلى النظام الفعلي؟
٣. لو فرضنا أنّ برهان النظم أثبت وجود الخالق العالم القادر ، غير أنّه لا يدلّ مطلقاً على الصفات الكمالية كالعدالة والرحمة الّتي يوصف بها.