لمثمر ، وأن أسفله لمغدق ، وأنه ليعلو وما يعلى عليه. (١)
ب) عتبة بن ربيعة : سمع عتبة بن ربيعة آيات من الذكر الحكيم تلاها رسول الله صلىاللهعليهوآله عليه (٢) فرجع إلى أصحابه وقال لهم :
إنّي قد سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، ... فو الله ليكوننّ لقوله الّذي سمعت منه نبأ عظيم. (٣)
ج) ثلاثة من بلغاء قريش : يحكي لنا القرآن أنّ المشركين تواصوا بترك سماع القرآن والإلغاء عند قراءته في قوله :
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (٤).
ومع ذلك فأولئك الّذين كانوا مبدءاً لردع الشباب عن سماع القرآن قد نقضوا عهدهم لشدّة التذاذهم من سماعه ، فهؤلاء ثلاثة من بلغاء قريش وأشرافهم وهم : أبو سفيان بن حرب ، وأبو جهل بن هشام ، والأخنس بن شريق ، خرجوا ليلة ليستمعوا كلام رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يصلّي من الليل في بيته ، فأخذ كلّ رجل منهم مجلساً يستمع فيه ، وكلٌّ لا يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرّقوا ، فجمعهم الطريق فتلاقوا
__________________
(١) مجمع البيان : ٥ / ٣٨٧.
(٢) وهي سبع وثلاثون آية من سورة فصّلت.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام : ١ / ٢٩٤ ، والقصة طويلة ذكرنا موضع الحاجة منها.
(٤) فصّلت : ٢٦.