٢
برهان الحدوث
من البراهين الّتي يُستدلّ بها على إثبات وجود خالق الكون ، برهان الحدوث ، وهو المشهور عند المتكلمين وتقرير البرهان يتوقف على تعريف الحدوث وأقسامه أوّلا وإثبات حدوث العالم ثانياً فنقول :
الحدوث وصف للوجود باعتبار كونه مسبوقاً بالعدم وهو على قسمين :
الأوّل : الحدوث الزماني وهو مسبوقيّة وجود الشيء بالعدم الزماني كمسبوقيّة اليوم بالعدم في أمس ومسبوقيّة حوادث اليوم بالعدم في أمس.
والثاني : الحدوث الذّاتي وهو مسبوقيّة وجود الشيء بالعدم في ذاته ، كجميع الموجودات الممكنة الّتي لها الوجود بعلّة خارجة من ذاتها ، وليس لها في ماهيّتها وحدّ ذاتها إلّا العدم ، هذا حاصل ما ذكروه في تعريف الحدوث وتقسيمه إلى الزماني والذاتي والتفصيل يطلب من محلّه. (١)
ثمّ إنّ مرجع الحدوث الذاتى إلى الإمكان الذاتي ، فالاستدلال
__________________
(١) لاحظ : بداية الحكمة : المرحلة ٩ ، الفصل ٣.