على ما يحدث بالمصادفة ، أو على كونها على غرار أخبار الكهنة والعرّافين والمنجّمين ، فإنّ دأبهم هو التعبير عن أحداث المستقبل برموز وكنايات حتى لا يظهر كذبهم عند التخلّف ، وهذا بخلاف أخبار القرآن فإنّه ينطق عن الأحداث بحماس ومنطق قاطع ، وإليك الأمثلة :
قال سبحانه :
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (١).
وقال أيضاً :
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) (٢).
ترى في هذه الآيات التنبّؤ الواثق بعجز الجنّ والإنس عن معارضة القرآن عجزاً أبدياً ، وقد صدق هذا التنبّؤ إلى الحال ، فعلى أي مصدر اعتمد النبيّ في هذا التحدّي غير الايحاء إليه من جانبه تعالى؟
__________________
(١) الإسراء : ٨٨.
(٢) البقرة : ٢٣ ـ ٢٤.