كالباقر والصادق والكاظم والرضا والنفس الزكية وأمثالهم. (١)
هذه نماذج من تنبّؤات الذّكر الحكيم ، وهناك تنبّؤات أخرى لم نذكرها لرعاية الاختصار. (٢)
لا شكّ أنّ الهدف الأعلى للقرآن الكريم هو الهداية ، لكنّه ربما يتوقّف على إظهار عظمة الكون والقوانين السائدة عليه ، ولأجل ذلك نرى أنّ القرآن أشار إلى بعض تلك القوانين الّتي كانت مجهولة للبشر في عصر الرسالة ، وإنّما اهتدى إليها العلماء بعد قرون متطاولة ، وهذا في الحقيقة نوع من الإخبار عن الغيب ، وإليك نماذج من ذلك :
يقول سبحانه : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) (٣)
إنّ الآية تثبت للسماوات عمداً غير مرئية ، فإذا كانت الجاذبية العامّة عمداً تمسك السماوات ـ حسب ما اكتشفه نيوتن وهو من القوانين العلمية المسلّمة عند العلماء الطبيعيين ـ فتكون الآية ناظرة إلى تلك القوّة وإنّما جاء القرآن بتعبير عام حتّى يفهمه الإنسان في القرون الغابرة والحاضرة ،
__________________
(١) مفاتيح الغيب : ٨ / ٤٩٨.
(٢) لاحظ : مفاهيم القرآن ، لشيخنا الأستاذ السبحاني ـ مدّ ظلّه ـ : ٣ / ٣٧٧ ـ ٥٣٤.
(٣) الرعد : ٢.