والمناصب والولاية ، ما للنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله من إعداد القوّات العسكرية ، ودعمها بالتجنيد ، وتعيين الولاة وأخذ الضرائب ، وصرفها في محالّها ، إلى غير ذلك ....
وليس معنى ذلك أنّ الفقهاء والحكّام الإسلاميين ، مثل النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهمالسلام في جميع الشئون والمقامات ، حتّى الفضائل النفسانية ، والدرجات المعنوية ، فإنّ ذلك رأي تافه لا يركن إليه ، إذ أنّ البحث إنّما هو في الوظائف المحوّلة إلى الحاكم الإسلامي ، والموضوعة على عاتقه ، لا في المقامات المعنوية والفضائل النفسانية ، فإنّهم ـ صلوات الله عليهم ـ في هذا المضمار في درجة لا يدرك شأوهم ولا يشقّ لهم غبار حسب روائع نصوصهم وكلماتهم.(١)
من الأسباب الموجبة لانطباق التشريع القرآني على جميع الحضارات ، تشريعه لقوانين خاصّة ، لها دور التحديد والرقابة بالنسبة إلى عامّة تشريعاته ، فهذه القوانين الحاكمة ، تعطي لهذا الدين مرونة يماشي بها كلّ الأجيال والقرون.
يقول سبحانه : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (٢).
__________________
(١) ولاية الفقيه : ٦٣ ـ ٦٦.
(٢) الحج : ٧٨.