العقائد والمسائل الدينية ، وراء الزعامة السياسية المحدَّدة بوقت خاصّ ومن أوضحها حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين ولا يشكّ في صحّته إلّا الجاهل به أو المعاند ، فقد روي بطرق كثيرة عن نيّف وعشرين صحابياً. (١) روى أصحاب الصحاح والمسانيد عن النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال :
«يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي».
وقال في موضع آخر :
«إنّي تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، كتاب الله حبل ممدود من السّماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما».
وغير ذلك من النصوص المتقاربة.
إنّ الإمعان في الحديث يعرب عن عصمة العترة الطاهرة ، حيث قورنت بالقرآن الكريم وأنّهما لا يفترقان ، ومن المعلوم أنّ القرآن الكريم كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فكيف يمكن أن يكون قرناء القرآن وأعداله خاطئين فيما يحكمون ، أو يقولون ويحدِّثون.
__________________
(١) وكفى في ذلك أنّ دار التقريب بين المذاهب الإسلامية قامت بنشر رسالة جمعت فيها مصادر الحديث ، ونذكر من طرقه الكثيرة ما يلي ، صحيح مسلم : ٧ / ١٢٢ ؛ سنن الترمذي : ٢ / ٣٠٧ ، مسند أحمد : ٣ / ١٧ ، ٢٦ ، ٥٩ ؛ ج ٤ ، ص ٣٦٦ و ٣٧١ ؛ ج ٥ ، ص ١٨٢ ؛ ١٨٩. وقد قام المحدّث الكبير السيد حامد حسين الهندي قدسسره في كتابه «العبقات» بجمع طرق الحديث ونقل كلمات الأعاظم حوله ، ونشره في ستة أجزاء.