أضف إلى ذلك أنّ الحديث ، يعدّ المتمسّك بالعترة غير ضالٍّ ، فلو كانوا غير معصومين من الخلاف والخطأ فكيف لا يضلُّ المتمسك بهم؟
كما أنّه يدلُّ على أنّ الاهتداء بالكتاب والوقوف على معارفه وأسراره يحتاج إلى معلّم خبير لا يخطأ في فهم حقائقه وتبيين معارفه ، وليس ذلك إلّا من جعلهم النبيّ صلىاللهعليهوآله قرناء الكتاب إلى يوم القيامة وهم العترة الطاهرة ، وقد شبَّههم في حديث آخر بسفينة نوح في أنّ من لجأ إليهم في الدين وأخذ أُصوله وفروعه عنهم نجا من عذاب النار ، ومن تخلَّف عنهم كمن تخلّف يوم الطوفان عن سفينة نوح وأدركه الغرق. (١)
__________________
(١) روى المحدثون عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال ، «إنّما مثل أهل بيتى في أمّتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق» مستدرك الحاكم : ٢ / ١٥١ ؛ الخصائص الكبرى للسيوطي : ٢ / ٢٦٦. وللحديث طرق ومسانيد كثيرة من أراد الوقوف عليها ، فعليه بتعاليق إحقاق الحق : ٩ / ٢٧٠ ـ ٢٩٣.