٤. الإمامة رئاسة عامّة دينية مشتملة على ترغيب عموم الناس في حفظ مصالحهم الدينية والدنياوية ، وزجرهم عمّا يضرّهم بحسبها. (١)
واتّفقت كلمة أهل السنّة ، أو أكثرهم ، على أنّ الإمامة من فروع الدين.
قال الغزالى : «اعلم أنّ النظر في الإمامة ليس من فنّ المعقولات ، بل من الفقهيّات». (٢)
وقال الآمدي : «واعلم أنّ الكلام في الإمامة ليس من أصول الديانات». (٣)
وقال الإيجي : «ومباحثها عندنا من الفروع ، وإنّما ذكرناها في علم الكلام تأسّياً بمن قبلنا». (٤)
وقال ابن خلدون : «وقصارى أمر الإمامة إنّها قضية مصلحية إجماعية ولا تلحق بالعقائد». (٥)
وقال التفتازاني : «لا نزاع في أن مباحث الإمامة بعلم الفروع أليق ...». (٦)
وأمّا الشيعة الإمامية ، فينظرون إلى الإمامة كمسألة أصولية كلاميّة ، وزانها وزان النبوّة ، سوى تلقّي الوحي التشريعي والإتيان بالشريعة ، فإنّها
__________________
(١) اختاره المحقق الطوسي في قواعد العقائد : ١٠٨.
(٢) الاقتصاد في الاعتقاد : ٢٣٤.
(٣) غاية المرام في علم الكلام : ٣٦٣.
(٤) شرح المواقف : ٨ / ٣٤٤.
(٥) مقدمة ابن خلدون : ٤٦٥.
(٦) شرح المقاصد : ٥ / ٢٣٢.