مختومة بارتحال النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله ، فمسألة الإمامة تكون من المسائل الجذرية الأصليّة. (١)
اختلفت كلمات أهل السنّة في ما يشترط في الإمام من الصفات ، فمنهم (٢) من قال إنّها أربع ، هي : العلم ، والعدالة ، والمعرفة بوجوه السّياسة وحسن التدبير ، وأن يكون نسبه من قريش ، وزاد بعضهم (٣) عليها سلامة الحواسّ والأعضاء والشجاعة ، وبعض آخر (٤) البلوغ والرجولية ، قال الإيجي :
الجمهور على أنّ أهل الإمامة : مجتهد في الأُصول والفروع ليقوم بأُمور الدين ، ذو رأي ليقوم بأمور الملك ، شجاع ليقوى على الذبّ عن الحوزة ، وقيل : لا يشترط هذه الصفات ، لأنّها لا توجد ، فيكون اشتراطها عبثاً أو تكليفاً بما لا يطاق ومستلزماً للمفاسد الّتي يمكن دفعها بنصب فاقدها ، نعم يجب أن يكون عدلاً لئلّا يجور ، عاقلاً ليصلح للتصرّفات ، بالغاً لقصور عقل
__________________
(١) أقول : الفارق بين المسألة الكلاميّة والفقهيّة هو موضوعها ، فموضوع المسألة الكلامية هو وجود الله تعالى أو صفاته وأفعاله ، وموضوع المسألة الفقهية هو أفعال المكلفين من البشر ، ونصب الإمام عند الإمامية فعل الله تعالى ، وأما عند أهل السنّة فتعيين الإمام وظيفة المسلمين.
(٢) هو أبو منصور البغدادي (المتوفّى ٤٢٩ ه) في أُصول الدين : ٢٧٧.
(٣) هو أبو الحسن البغدادي (المتوفّى ٤٥٠ ه) في الأحكام السلطانية : ٦.
(٤) هو ابن حزم الأندلسي (المتوفّى ٤٥٦ ه) في الفصل : ٤ / ١٨٦.