العلوم التجريبيّة ، فصحيح ، لكنّهما غير متساويين عند العقل الصريح الّذي هو الحاكم الفريد في أمثال هذه الأبحاث العقلية الخارجة عن نطاق العلوم التجريبيّة الحسيّة ، فكأنّ رسل رفض العقل والبراهين العقليّة وحصر طريق الاستدلال على طريقة الحسّ والاستقراء والتجربة ، كما هو مختار جميع الفلاسفة الحسّيّين الأوروبيّين وغيرهم ، وقد برهن على فساد هذا المبنى في محلّه.
إنّ في الكتاب الكريم نصوصاً على حدوث الكون أرضا وسماءً وما بينهما وما فيهما. قال سبحانه : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) (١).
وقال سبحانه : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) (٢).
فصرّح في الآية الأولى بخلق كلّ شيء وفي الآية الثانية بخلق السماوات والأرضين. وقد صرّح في الآية التالية بخلق كل دابّة قال سبحانه : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ) (٣).
وقال في حقّ الإنسان : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (٤).
__________________
(١) الأنعام : ١٠١.
(٢) الطلاق : ١٢.
(٣) النور : ٤٥.
(٤) الدهر : ٢.