(وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)؛ (١)
٢. يحكم بين الناس فيما يحدث بينهم من الاختلافات والمنازعات. قال سبحانه : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً)؛(٢)
٣. يبيّن أحكام الموضوعات الّتي كانت تحدث في زمن دعوته ؛
٤. يدفع الشبهات ويجيب عن التساؤلات العويصة المريبة الّتي كان يثيرها أعداء الإسلام من يهود ونصارى ؛
٥. يصون الدّين من التحريف والدسِّ ويراقب ما أخذه عنه المسلمون من أصول وفروع حتى لا تزلّ فيه أقدامهم.
هذه هي الأُمور الّتي مارسها النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله أيّام حياته ، ومن المعلوم أنّ رحلته تخلّف فراغاً هائلاً في هذه المجالات الخمسة ، فيكون التشريع الإسلامي حينئذٍ أمام محتملات ثلاثة :
الأوّل : أن لا يبدي الشارع اهتماماً بسدِّ هذه الفراغات الهائلة الّتي ستحدث بعد الرسول. وهذا الاحتمال ساقط جدّاً ، لا يحتاج إلى البحث ، فإنّه لا ينسجم مع غرض البعثة ، فإنّ في ترك هذه الفراغات ضياعاً للدّين والشريعة.
الثاني : أن تكون الأُمة قد بلغت بفضل جهود صاحب الدعوة في
__________________
(١) النحل : ٤٤.
(٢) النساء : ١٠٥.