وقال الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ الأرض لا تخلو إلّا وفيها إمام ، كيما إن زاد المؤمنون شيئاً ردَّهم ، وإذا نقصوا شيئاً أتمّه لهم». (١)
هذه المأثورات من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام تعرب عن أنّ الغرض الداعي إلى بعثة النبيّ ، داع إلى وجود إمام يخلف النبي في عامّة سماته ، سوى ما دلّ القرآن على انحصاره به ككونه نبيّاً رسولاً وصاحب شريعة.
إنّ الدولة الإسلامية الّتي أسّسها النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله كانت محاصرة حال وفاة النبيّ من جهتي الشمال والشرق بأكبر إمبراطوريتين عرفهما تاريخ تلك الفترة ، وكانتا على جانب كبير من القوّة والبأس ، وهما : الروم وإيران ، ويكفي في خطورة إمبراطورية إيران إنّه كتب ملكها إلى عامله باليمن ـ بعد ما وصلت إليه رسالة النبيّ تدعوه إلى الإسلام ، ومزَّقها ـ : «ابعث إلى هذا الرجل بالحجاز ، رجلين من عندك ، جلدين ، فليأتياني به» (٢). وكفى في خطورة موقف الإمبراطورية الرومانية ، إنّه وقعت اشتباكات عديدة بينها وبين المسلمين في السنّة الثامنة للهجرة ، منها سريّة موتة الّتي قتل فيها قادة الجيش الإسلامي ، وهم : جعفر بن أبي طالب ، وزيد ابن حارثة ، وعبد الله بن رواحة ، ورجع الجيش الإسلامي من تلك الواقعة منهزما ، ولأجل ذلك توجّه الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله بنفسه على رأس الجيش الإسلامي إلى تبوك في السنّة
__________________
(١) الكافي : ١ / ١٧٨ ، الحديث ٢.
(٢) الكامل في التاريخ : ٢ / ١٤٥.