للمجتمع ، مضافاً إلى تحمّل الوحي وإبلاغه ، فإنّ هناك مقامات ثلاثة :
١. مقام النبوّة ، وهو منصب تحمّل الوحي.
٢. مقام الرسالة ، وهو منصب إبلاغه إلى الناس.
٣. مقام الإمامة ، وهو منصب القيادة وتنفيذ الشريعة في المجتمع بقوّة وقدرة.
والإمامة الّتي يتبنّاها المسلمون بعد رحلة النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله ، تتّحد واقعيتها مع هذه الإمامة.
وأمّا الثاني : أعني المراد من الظّالمين ، فالظلم في اللغة هو وضع الشيء في غير موضعه ومجاوزة الحدّ الّذي عيّنه الشّرع ، والمعصية من وضع الشيء (العمل) في غير موضعه ، فالمعصية من مصاديق الظلم ، قال سبحانه :
(وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (١).
ثمّ إنّ الظاهر من صيغة الجمع المحلّى باللام ، إنّ الظلم بكلّ ألوانه وصوره مانع عن نيل هذا المنصب الإلهي ، وتكون النتيجة ممنوعيّة كلّ فرد من أفراد الظَّلَمة عن الارتقاء إلى منصب الإمامة ، سواء أكان ظالماً في فترة من عمره ثمّ تاب وصار غير ظالم ، أو بقي على ظلمه ، فالظالم عند ما يرتكب الظلم يشمله قوله سبحانه : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فصلاحيته بعد ارتفاع الظلم يحتاج إلى دليل.
__________________
(١) البقرة : ٢٢٩.