يتّخذوا اليهود والنصارى أولياء ، وليس المراد منه إلّا النصرة والمحبّة ، فلو فُسّرت في الآية بالمتصرّف يلزم التفكيك». (١)
والجواب عنه : أنّ السّياق إنّما يكون حجّة لو لم يقم دليل على خلافه ، وذلك لعدم الوثوق حينئذٍ بنزول الآية في ذلك السّياق ، إذ لم يكن ترتيب الكتاب العزيز في الجمع موافقاً لترتيبه في النزول بإجماع الأُمّة ، وفي التنزيل كثير من الآيات الواردة على خلاف ما يعطيه السّياق كآية التطهير المنتظمة في سياق النساء مع ثبوت النصّ على اختصاصها بالخمسة أهل الكساء. (٢)
روى أهل السِيَر والتاريخ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خلّف علي بن أبي طالب عليهالسلام على أهله في المدينة عند توجّهه إلى تبوك ، فأرجف به المنافقون ، وقالوا ما خلّفه إلّا استثقالاً له وتخوّفاً منه ، فضاق صدره بذلك ، فأخذ سلاحه وأتى النبيّ وأبلغه مقالتهم ، فقال صلىاللهعليهوآله : «كذبوا ، ولكنّي خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع واخلف في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟». (٣)
__________________
(١) الإشكال للرازي في مفاتيح الغيب : ١٢ / ٢٨.
(٢) المراجعات : ١٦٧ ، الرقم ٤٤.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام : ٢ / ٥١٩ ـ ٥٢٠. وقد نقله من أصحاب الصحاح ، البخاري في غزوة تبوك : ٦ / ٣ ؛ ومسلم في فضائل علي : ٧ / ١٢٠. وابن ماجة في فضائل أصحاب النبيّ : ١ / ٥٥ ؛ والإمام أحمد في غير مورد من مسنده ، لاحظ : ١ / ١٧٣ ، ١٧٥ ، ١٧٧ ، ١٧٩ ، ١٨٢ ، ١٨٥ ، ٢٣٠. ورواه ـ