(وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)(١).
وهذا الاستخلاف وإن كان في قضية خاصّة ووقت خاصّ ، لكنّ اللفظ مطلق والمورد لا يكون مخصّصاً. ومن هنا لو فرض غيبة أُخرى لموسى من قومه مع عدم تنصيصه على استخلاف هارون كان خليفة له بلا إشكال. وهارون وإن كان شريكاً لموسى في النبوّة إلّا أنّ الرئاسة كانت مخصوصة لموسى ، فموسى كان وليّاً على هارون وعلى غيره.
حديث الغدير ، ممّا تواترت به السنّة النبويّة وتواصلت حلقات أسانيده منذ عهد الصحابة والتابعين إلى يومنا الحاضر ، رواه من الصحابة (١١٠) صحابياً ومن التابعين (٨٤) تابعياً ، وقد رواه العلماء والمحدّثون في القرون المتلاحقة ، وقد أغنانا المؤلّفون في الغدير عن إراءة مصادره ومراجعه ، وكفاك في ذلك كتب لمّة كبيرة من أعلام الطائفة ، منهم : العلّامة السيد هاشم البحراني (المتوفي ١١٠٧ ه) مؤلّف «غاية المرام» ، والسيد مير حامد حسين الهندي (المتوفي ١٣٠٦ ه) مؤلف «العبقات» ، والعلّامة الأميني (المتوفي ١٣٩٠ ه) مؤلف «الغدير» ، والسيد شرف الدين العاملي (المتوفي ١٣٨١ ه) مؤلف «المراجعات».
ومجمل الحديث هو أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أذَّن في الناس بالخروج إلى
__________________
(١) الأعراف : ١٤٢.