الحجّ في السنّة العاشرة من الهجرة ، وأقلّ ما قيل إنّه خرج معه تسعون ألفاً ، فلمّا قضى مناسكه وانصرف راجعاً إلى المدينة ووصل إلى غدير «خمّ» ، وذلك يوم الخميس ، الثامن عشر من ذي الحجّة ، نزل جبرئيل الأمين عن الله تعالى بقوله :
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).
فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يردّ من تقدّم ، ويحبس من تأخّر حتّى إذا أخذ القوم منازلهم نودي بالصلاة ، صلاة الظهر ، فصلّى بالناس ، ثمّ قام خطيباً وسط القوم على أقتاب الإبل ، وبعد الحمد والثناء على الله سبحانه وأخذ الإقرار من الحاضرين بالتوحيد والنبوّة والمعاد ، والإيصاء بالثقلين ، وبيان أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، أخذ بيد «عليّ» فرفعها حتى رؤي بياض إبطيهما وعرفه القوم أجمعون ، ثمّ قال : «من كنت مولاه ، فعليّ مولاه ـ يقولها ثلاث مرّات ـ».
ثمّ دعا لمن والاه ، وعلى من عاداه ، وقال : «ألا فليبلغ الشاهد الغائب».
ثمّ لم يتفرّقوا حتى نزل أمين وحى الله بقوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) الآية.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ، ورضى الربّ برسالتي والولاية لعليّ من بعدي».
ثمّ أخذ الناس يهنّئون عليّاً ، وممّن هنَّأه في مقدم الصحابة الشيخان أبو بكر وعمر كلّ يقول :