ويعلنهم النبيّ صلىاللهعليهوآله بما هو من الواضحات وهذا بخلاف الولاية بمعنى الأولى بالتصرف في شئون المسلمين لأنّ الأصل عدم ولاية أحد على غيره بهذا المعنى. هذا مضافاً إلى أنّ الدواعي والرغبات فيها كثيرة فتعيين المتولّى لأمور المسلمين بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله في مثل ذلك المحتشد العظيم كان مقتضى الحكمة والمصلحة.
وأما القرائن المقالية فمتعدّدة نشير إلى بعضها :
القرينة الأولى : صدر الحديث وهو قوله صلىاللهعليهوآله : «ألست أولى بكم من أنفسكم». أو ما يؤدّي مؤدّاه من ألفاظ متقاربة ، ثمّ فرَّع على ذلك قوله : «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه» وقد روى هذا الصدر من حفّاظ أهل السنّة ما يربو على أربعة وستّين عالماً. (١)
القرينة الثانية : نعي النبيّ نفسه إلى الناس حيث إنّه يعرب عن أنّه سوف يرحل من بين أظهرهم فيحصل بعده فراغ هائل ، وأنّه يسدّ بتنصيب علي عليهالسلام في مقام الولاية. وغير ذلك من القرائن الّتي استقصاها شيخنا المتتبّع في غديره (٢). الى غير ذلك من القرائن المحفوفة بها لحديث الغدير. (٣)
__________________
(١) لاحظ قولهم في كتاب الغدير ، ج ١ ، موزَّعين حسب قرونهم.
(٢) المصدر السابق : ٣٧٠ ـ ٣٨٣.
(٣) انظر : الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل : ٢ / ٥٩٨ ـ ٥٩٩ والغدير للعلامة الأميني : ١ / ٦٥١ ـ ٦٦٦. فقد ذكر الأخير عشرين قرينة متصلة ومنفصلة على ذلك.