صحيح. فلما ذا نردّ كلّ هذه الكمّية؟ أكلّها فاسدة؟! لو صحّ هذا الحكم لانهار الدين ـ والعياذ بالله ـ نتيجة تطرق الشك والظن الفاسد إلى ما عداها من سنّة رسول اللهصلىاللهعليهوآله.
ثمّ إنّي لا أجد خلافاً حول ظهور المهدي ، أو حول حاجة العالم إليه ، وإنّما الخلاف حول من هو؟ حسني ، أو حسيني؟ سيكون في آخر الزمان ، أو موجود الآن؟ ولا عبرة بالمدّعين الكاذبين فليس لهم اعتبار.
وإذا نظرنا إلى ظهور المهدي ، نظرة مجردة ، فإنّنا لا نجد حرجاً من قبولها وتصديقها ، أو على الأقلّ عدم رفضها.
وقد يتأيّد ذلك بالأدلّة الكثيرة والأحاديث المتعدّدة ، ورواتها مسلمون مؤتمنون ، والكتب الّتي نقلتها إلينا كتب قيّمة ، والترمذي من رجال التخريج والحكم ، بالإضافة إلى أنّ أحاديث المهدي لها ما يصحّ أن يكون سنداً لها في البخاري ومسلم ، كحديث جابر في مسلم الّذي فيه : «فيقول أميرهم (أي لعيسى) تعال صلِّ بنا». (١) وحديث أبي هريرة في البخاري وفيه : «وكيف بكم إذا نزل فيكم المسيح بن مريم وإمامكم منكم». (٢) فلا مانع من أن يكون هذا الأمير وهذا الإمام هو المهدي.
__________________
(١) صحيح مسلم : ١ / ٩٥ ، باب نزول عيسى.
(٢) صحيح البخاري : ٤ / ١٦٨ ، باب نزول عيسى بن مريم.