وقد ورد في بعض الروايات إشارة إلى هذه النكتة ، روى زرارة قال : سمعت أبا جعفر (الباقر عليهالسلام) يقول : إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم ، قال : قلت ولم؟ قال : يخاف ، قال زرارة : يعني القتل. وفي رواية أُخرى : يخاف على نفسه الذبح. (١)
إنّ من الأسئلة المطروحة حول الإمام المهدي ، طول عمره في فترة غيبته ، فإنّه ولد عام ٢٥٥ ه ، فيكون عمره إلى الأعصار الحاضرة أكثر من ألف ومائة وخمسين عاماً ، فهل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنسان هذا العمر الطويل؟
والجواب : من وجهين ، نقضاً وحلّاً.
أمّا النقض ، فقد دلّ الذكر الحكيم على أنّ شيخ الأنبياء عاش قرابة ألف سنة ، قال تعالى : (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) (٢)
وقد تضمّنت التوراة أسماء جماعة كثيرة من المعمَّرين ، وذكرت أحوالهم في سفر التكوين. (٣)
وقد قام المسلمون بتأليف كتب حول المعمّرين ، ككتاب «المعمّرين»
__________________
(١) لاحظ : كمال الدين : ٢٨١ ، الباب ٤٤ ، الحديث ٨ و ٩ و ١٠.
(٢) العنكبوت : ١٤.
(٣) التوراة ، سفر التكوين ، الإصحاح الخامس ، الجملة ٥ ، وذكر هناك أعمار آدم ، وشيث ونوح وغيرهم.