إلى هنا تمّت المقدّمات الّتي يبتني عليها برهان الإمكان ، وإليك نفس البرهان :
لا شكّ أنّ صفحة الوجود مليئة بالموجودات الإمكانية ، بدليل انّها توجد وتنعدم وتحدث وتفني ويطرأ عليها التبدّل والتغير ، إلى غير ذلك من الحالات الّتي هي آيات الإمكان وسمات الافتقار.
وأمر وجودها لا يخلو عن الفروض التالية :
١. لا علّة لوجودها ، وهذا باطل بحكم المقدّمة الثانية (كلّ ممكن يحتاج إلى علّة).
٢. البعض منها علّة لبعض آخر وبالعكس ، وهو محال بمقتضى المقدّمة الثالثة (بطلان الدور).
٣. بعضها معلول لبعض آخر وذلك البعض معلول لآخر من غير أن ينتهي إلى علّة ليست بمعلول ، وهو ممتنع بمقتضى المقدّمة الرابعة (استحالة التسلسل).
٤. وراء تلك الموجودات الإمكانية علّة ليست بمعلولة بل يكون واجب الوجود لذاته وهو المطلوب.
فاتّضح أنّه لا يصحّ تفسير النظام الكوني إلّا بالقول بانتهاء الممكنات