والرجعة تختصّ بمن محض الإيمان ومحض الكفر والنفاق من أهل الملّة ، دون من سلف من الأمم الخالية ودون ما سوى الفريقين من ملّة الإسلام. (١)
ويقع الكلام في الرجعة في مقامين :
١. إمكانها.
٢. الدليل على وقوعها.
ويكفي في إمكانها ، إمكان بعث الحياة من جديد يوم القيامة ، مضافاً إلى وقوع نظيرها في الأُمم السالفة ، كإحياء جماعة من بني إسرائيل (البقرة ، ٥٥ ـ ٦٥) وإحياء قتيل منهم (البقرة ، ٧٢ ـ ٧٣) وبعث عُزَير بعد مائة عام من موته (البقرة ، ٢٥٩) وإحياء الموتى على يد عيسى عليهالسلام (آل عمران ، ٤٩).
وسيأتي (٢) أنّ تصوّر الرجعة من قبيل التناسخ المحال عقلاً ، تصور باطل.
ومن الآيات الدالّة على وقوع الرجعة قوله تعالى :
(وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) (٣).
إنّ الآية تركّز على حشر فوج من كلّ جماعة لا حشر جميعهم ، ومن
__________________
(١) المسائل السروية : ٣٥.
(٢) ص ٣٧٤.
(٣) النمل : ٨٣.