والسعادة العظيمة ، والأظهر أنّ المذكور فيه المعاد الروحاني.
وأمّا القرآن فقد جاء فيه كلاهما : أمّا الروحاني ففي مثل قوله عزّ من قائل : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) و (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) و (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ)
وأمّا الجسماني فقد جاء أكثر من أن يعدّ ، وأكثره ممّا لا يقبل التأويل ، مثل قوله عزّ من قائل :
(قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ).
(وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً).
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ).
(وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا).
ثمّ إنّه ردّ نظرية التأويل في آيات المعاد الجسماني قياساً بالآيات الواردة في الصفات الدالّة بظاهرها على التشبيه وقال :
أمّا القياس على التشبيه فغير صحيح ، لأنّ التشبيه مخالف للدليل العقلي الدالّ على امتناعه ، فوجب فيه الرجوع إلى التأويل ، وأمّا المعاد البدني فلم يقم دليل ، لا عقلي ولا نقلي