والمحذوران منتفيان في المقام ، فإنّ حقيقة مسخ الأُمّة المغضوبة والملعونة هي تلبّس نفوسهم الخبيثة لباس الخنزير والقرد ، لا تبدّل نفوسهم الانسانية إلى نفوس القردة والخنازير ، قال التفتازاني :
إنّ المتنازع هو أنّ النفوس بعد مفارقتها الأبدان ، تتعلّق في الدنيا بأبدان أخر للتدبير والتصرّف والاكتساب لا أن تتبدّل صور الأبدان كما في المسخ ... (١)
وقال العلّامة الطباطبائي : «الممسوخ من الإنسان ، إنسان ممسوخ لا أنّه ممسوخ فاقد للإنسانية». (٢)
قد يقال : ما هو الفرق بين التناسخ الباطل والقول بالرجعة على ما عليه الإمامية؟».
الجواب : الفرق بينهما واضح بعد الوقوف على ما تقدّم ، فإنّ الرجعة لا تستلزم انتقال النفس من بدن إلى بدن آخر ، ولا اجتماع نفسين في بدن واحد ، ولا تراجع النفس عن كمالها الحاصل لها ، وبذلك تعرف قيمة كلمة أحمد أمين المصري حيث يقول : «وتحت التشيّع ظهر القول بتناسخ الأرواح». (٣)
__________________
(١) شرح المقاصد : ٣ / ٣٢٧.
(٢) الميزان : ١ / ٢٠٩.
(٣) فجر الإسلام : ٢٧٧.