الميزان والصراط
من الأبحاث الكلامية الراجعة إلى المعاد هو البحث حول الميزان والصراط ، ولا اختلاف بين المسلمين في الاعتقاد بهما ، وإنّما الاختلاف في المقصود منهما ، ونحن نذكر الأقوال في هذا المجال أوّلاً ، ثمّ نبيّن ما هو الصحيح عندنا فنقول :
اختلفوا في كيفية الميزان يوم القيامة ، فقال شيوخ المعتزلة : إنّه يوضع ميزان حقيقي له كفّتان يوزن به ما يتبيّن من حال المكلّفين في ذلك الوقت لأهل الموقف ، بأن يوضع كتاب الطاعات في كفّة الخير ويوضع كتاب المعاصي في كفّة الشرّ ، ويجعل رجحان أحدهما دليلاً على إحدى الحالتين ، أو بنحو من ذلك لورود الميزان سمعاً والأصل في الكلام الحقيقة مع إمكانها.
وقال عبّاد وجماعة من البصريين وآخرون من البغداديين المراد بالموازين ، العدل دون الحقيقة. (١)
__________________
(١) كشف المراد : المقصد السادس ، المسألة الرابعة عشرة.