الأعمال القلبية الناشئة من الأعمال البدنية. (١)
ولسيّدنا الأُستاذ العلّامة الطباطبائي قدسسره في المقام تحقيق لطيف استظهره من الآيات القرآنية وحاصله :
أنّ ظاهر آيات الميزان (٢) هو أنّ الحسنات توجب ثقل الميزان والسيئات خفَّته فإنّها تثبت الثقل في جانب الحسنات دائماً والخفّة في جانب السيئات دائماً ، لا أن توزن الحسنات فيؤخذ ما لها من الثقل ثمّ السيّئات ويؤخذ ما لها من الثقل ، ثمّ يقاس الثقلان فأيّهما كان أكثر كان القضاء له ، ولازمه صحّة فرض أن يتعادل الثقلان كما في الموازين الدائرة بيننا من ذي الكفّتين والقبّان وغيرهما.
ومن هنا يتأيّد في النظر أنّ هناك أمراً آخر تقاس به الأعمال ، والثقل له ، فما كان منها حسنة انطبق عليه ووزن به وهو ثقل الميزان ، وما كان منها سيئة لم ينطبق عليه ولم يوزن به وهو خفة الميزان ، كما نشاهده فيما عندنا من الموازين ، فإنّ فيها مقياساً وهو الواحد من الثقل كالمثقال يوضع في إحدى الكفتين ثمّ يوضع المتاع في الكفة الأخرى ، فإن عادل المثقال وزناً بوجه على ما يدل عليه الميزان أخذ به وإلّا فهو الترك لا محالة والمثقال في الحقيقة هو الميزان الّذي يوزن به ، وأمّا
__________________
(١) الأسفار : ٩ / ٢٩٩.
(٢) لاحظ : الأعراف : ٩ ؛ المؤمنون : ١٠٣ ، القارعة : ١١.