القبّان ، وذو الكفّتين ونظائرهما فهي مقدّمة لما يبيّنه المثقال من حال المتاع الموزون به ثقلاً وخفة.
ففي الأعمال واحد مقياس توزن به ، فللصلاة مثلاً ميزان توزن به وهي الصلاة التامّة الّتي هي حقّ الصلاة ، وللزكاة والإنفاق نظير ذلك ، وللكلام والقول حقّ القول الّذي لا يشتمل على باطل ، وهكذا كما يشير إليه قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) (١).
فالله سبحانه يزن الأعمال يوم القيامة بالحقّ ، فما اشتمل عليه العمل من الحقّ فهو وزنه وثقله.
وعلى هذا فالوزن في الآية بمعنى الثقل دون المعنى المصدري ، وإنّما عبّر بالموازين ـ بصيغة الجمع ـ لأنّ لكلّ أحد موازين كثيرة من جهة اختلاف الحقّ الّذي يوزن به بإختلاف الأعمال ، فالحقّ في الصلاة ـ وهو حقّ الصلاة ـ غير الحقّ في الزكاة والصيام والحج وغيرها وهو ظاهر. (٢)
ب) الصراط
يستظهر من الذكر الحكيم ، ويدلّ عليه صريح الروايات ، وجود صراط في النشأة الأخروية يسلكه كلّ مؤمن وكافر يقول سبحانه : (فَوَ رَبِّكَ
__________________
(١) آل عمران : ١٠٢.
(٢) الميزان : ٨ / ١٠ ـ ١٢.