كلّ واحد إلى مستقره من النّار سقط من ذلك الصراط. (١)
وقال الشيخ المفيد في تفسير كون الصراط أدقّ من الشعرة وأحدّ من السيف :
المراد بذلك أنّه لا يثبت لكافر قدم على الصراط يوم القيامة من شدّة ما يلحقهم من أهوال يوم القيامة ومخاوفها فهم يمشون عليه كالذي يمشي على الشيء الّذي هو أدقّ من الشعرة وأحدّ من السيف ، وهذا مثل مضروب لما يلحق الكافر من الشدّة في عبوره على الصّراط. (٢)
أقول : لا شكّ أنّ هناك صلة بين الصراط الدنيوي (القوانين الشرعية الّتي فرضها الله سبحانه على عباده وهداهم إليها) والصراط الأُخروي ، والقيام بالوظائف الإلهية ، الّذي هو سلوك الصراط الدنيوي ، أمر صعب أشبه بسلوك طريق أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف ، فكم من إنسان ضلّ في طريق العقيدة ، وعبد النفس والشيطان والهوى ، مكان عبادة الله سبحانه ، وكم من إنسان فشل في مقام الطاعة والعمل بالوظائف الإلهيّة.
فإذا كان هذا حال الصراط الدنيوي من حيث الصعوبة والدقّة ، فهكذا حال الصراط الأخروي ، ولأجل ذلك تضافرت روايات عن الفريقين بإختلاف مرور الناس حسب اختلافهم في سلوك صراط الدنيا ، قال الإمام الصادق عليهالسلام :
__________________
(١) كشف المراد : المقصد السادس ، المسألة ١٤.
(٢) تصحيح الاعتقاد : ٨٩.