الشفاعة في القيامة
المراد من الشفاعة في مصطلح المتكلّمين هو أن تصل رحمته سبحانه ومغفرته إلى عباده من طريق أوليائه وصفوة عباده ، ووزان الشفاعة في كونها سبباً لإفاضة رحمته تعالى على العباد وزان الدعاء في ذلك ، يقول سبحانه :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (١).
وتتّضح هذه الحقيقة إذا وقفنا على أنّ الدعاء بقول مطلق ، وبخاصّة دعاء الصالحين ، من المؤثِّرات الواقعة في سلسلة نظام الأسباب والمسبّبات الكونية ، وعلى هذا ترجع الشفاعة المصطلحة إلى الشفاعة التكوينية بمعنى تأثير دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآله في جلب المغفرة الإلهيّة إلى العباد.
قد ورد ذكر الشفاعة في الكتاب الحكيم في سور مختلفة لمناسبات شتّى
__________________
(١) النساء : ٤٦.