فعل الخالق وتدبيره وشئونه ، لا مطلق الخضوع والتذلّل.
٢. إنّ طلب الشفاعة من النبيّ يشبه عمل عبدة الأصنام في طلبهم الشفاعة من آلهتهم الكاذبة ، يقول سبحانه :
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ)(١).
وعلى ذلك فالاستشفاع من غيره سبحانه عبادة لهذا الغير. (٢)
ويردّه أنّ المعيار في القضاء ليس هو التشابه الصوري ، بل المعيار هو البواطن والعزائم ، وإلّا لوجب أن يكون السعي بين الصفا والمروة والطواف حول البيت شركاً ، لقيام المشركين به في الجاهلية ، وهؤلاء المشركون كانوا يطلبون الشفاعة من الأوثان باعتقاد أنّها آلهة أو أشياء فوّض إليها أفعال الله سبحانه من المغفرة والشفاعة.
وأين هذا ممّن طلب الشفاعة من الأنبياء والأولياء بما أنّهم عباد الله الصالحون ، فعطف هذا على ذلك جور في القضاء وعناد في الاستدلال.
٣. إنّ طلب الشفاعة من الغير دعاء له ودعاء غيره سبحانه حرام ، يقول سبحانه :
(فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) (٣).
__________________
(١) يونس : ١٨.
(٢) كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب : ٦.
(٣) الجن : ١٨.