الإحباط والتكفير
الإحباط في اللّغة بمعنى الإبطال ، يقال : أحبط عمل الكافر أي أبطله. والتكفير بمعنى التغطية ، يقال : للزارع كافر ، لأنّه يغطّي الحَبّ بتراب الأرض ، قال الله تعالى : (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) (١).
والكفر ضدّ الإيمان ، سمّي بذلك لأنّه تغطية الحقّ. (٢)
والمراد من الحبط في اصطلاح المتكلّمين هو سقوط ثواب العمل الصالح بالمعصية المتأخّرة ، كما أنّ المراد من التكفير هو سقوط الذنوب المتقدّمة بالطاعة المتأخّرة.
واختلف المتكلّمون هنا ، فقال جماعة من المعتزلة بالإحباط والتكفير ، ونفاهما المحقّقون ، ثمّ القائلون بهما اختلفوا ، فقال أبو علي الجبّائي : إنّ المتأخّر يسقط المتقدّم ويبقى على حاله ، وقال أبو هاشم : إنّه
__________________
(١) الحديد : ٢٠.
(٢) معجم المقاييس في اللغة : ٢ / ١٢٩ ، مادة «حبط» ؛ وج ٥ ، ص ١٩١ ، مادة «كفر».