خاتمة المطاف
إلى هنا وقفنا على الصحيح من العقائد الإسلامية مدعماً بالبرهنة من الكتاب والسنّة والعقل ، بقي الكلام في أمورٍ نختم أبحاثنا العقائدية بالبحث عنها ، وهي :
الإيمان من الأمن وله في اللّغة معنيان متقاربان : أحدهما : الأمانة الّتي هي ضد الخيانة ، ومعناها سكون القلب. والآخر : التصديق ، والمعنيان متدانيان. (١)
وأمّا في الشرع فاختلفت الآراء في تحقيق الإيمان وإنّه اسم لفعل القلب فقط ، أو فعل اللسان فقط ، أو لهما جميعاً ، أو لهما مع فعل سائر الجوارح ، وعلى القول الأوّل فهل هو المعرفة فقط أو هي مع إذعان القلب.
فنسب إلى الكرّامية إنّهم فسّروا الإيمان بالإقرار باللسان فقط ، واستدلّوا عليه بقوله صلىاللهعليهوآله : «أمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله». (٢)
__________________
(١) معجم مقاييس اللغة : ١ / ١٣٣.
(٢) رواه مسلم في صحيحه : ١ / ٥٣.