وردّ بأنّ معنى القول في كلامه : حتى يقولوا ، هو الإذعان والإيمان ، وإطلاق القول على الاعتقاد والإذعان شائع ، وأيضاً الإيمان أمر قلبي يحتاج إثباته إلى مظهر وهو الإقرار باللسان في الغالب ، وسيوافيك أنّ ظاهر كثير من النصوص هو أنّ الإيمان فعل للقلب.
وذهبت المعتزلة والخوارج إلى أن العمل بالجوارح مقوِّم للإيمان والفاقد له ليس بمؤمن بتاتاً ، إلّا أنّهما اختلفا ، فالخوارج يرون الفاقد كافراً ، والمعتزلة يقولون : إنّه ليس بمؤمن ولا كافر بل هو في منزلة بين المنزلتين ، وممّا استدلوا به قوله تعالى :
(وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) (١).
إذ المراد من الإيمان في الآية هو صلاتهم إلى بيت المقدس قبل النسخ.
وردّ بأنّ الاستعمال أعمّ من الحقيقة ، ولا شكّ أنّ العمل أثر الإيمان ، ومن الشائع إطلاق اسم السبب على المسبّب ، والقرينة على ذلك الآيات المتضافرة الدالّة على أنّ الإيمان فعل القلب وأنّ العمل متفرّع عليه كما سيجيء.
وذهب بعض المتكلّمين إلى أنّ الإيمان مركّب من الإذعان بالقلب والإقرار باللسان ، وهو مختار المحقّق الطوسي في تجريد العقائد ، والعلّامة الحلّي في نهج المسترشدين ، ونسبه التفتازاني إلى كثير من المحقّقين وقال :
__________________
(١) البقرة : ١٤٣.